1 00:00:07,341 --> 00:00:09,843 كوكب "الأرض" مدهش جداً، 2 00:00:10,636 --> 00:00:13,680 ومن السهل تفويت الصغائر في الحياة. 3 00:00:15,766 --> 00:00:17,643 لكن ألقوا نظرة من كثب... 4 00:00:18,143 --> 00:00:20,562 وستجدون عالماً كاملاً غير مكتشف. 5 00:00:22,648 --> 00:00:24,983 عالم حيث الأبطال الضئال... 6 00:00:26,485 --> 00:00:27,861 والوحوش الصغار... 7 00:00:29,029 --> 00:00:31,406 بحاجة إلى قوى خارقة مدهشة... 8 00:00:34,618 --> 00:00:40,040 لمساعدتهم على التغلب على الصعاب. 9 00:00:58,600 --> 00:01:02,104 طوال 150 مليون عام 10 00:01:02,187 --> 00:01:03,230 "يرويه (بول رود)" 11 00:01:03,313 --> 00:01:07,693 تتزحزح جزيرة "مدغشقر" ببطء في مسار فريد خاص بها. 12 00:01:09,862 --> 00:01:13,532 والكائنات المرتحلة مع هذا العالم الضائع 13 00:01:13,615 --> 00:01:17,744 تطوّرت بطرق غريبة وعجيبة. 14 00:01:20,581 --> 00:01:24,501 هذه الغابات المطيرة الثمينة موطن لمخلوقات استثنائية... 15 00:01:25,627 --> 00:01:27,671 لا تُوجد بأي مكان آخر في العالم. 16 00:01:33,844 --> 00:01:35,053 وأصغرها... 17 00:01:36,430 --> 00:01:38,265 هو أروعها على الإطلاق. 18 00:01:40,809 --> 00:01:42,144 أنثى تنريق ضئيلة. 19 00:01:45,480 --> 00:01:48,442 حتى الآن، كانت أمها معها لترشدها. 20 00:01:50,235 --> 00:01:51,904 لكن بسنّ 4 أسابيع فقط... 21 00:01:53,447 --> 00:01:55,282 وطول 4 سنتيمترات لا غير... 22 00:01:56,408 --> 00:01:58,285 حان الوقت لتشقّ طريقها بنفسها. 23 00:02:08,044 --> 00:02:09,838 في هذه الغابة الغامضة، 24 00:02:10,672 --> 00:02:13,425 تتسلّح الحيوانات بأسلحة سرّية... 25 00:02:14,676 --> 00:02:15,677 ومهارات مميزة... 26 00:02:17,721 --> 00:02:19,181 ووسائل دفاعية ماكرة. 27 00:02:26,063 --> 00:02:27,773 للبقاء هنا، 28 00:02:28,482 --> 00:02:32,152 على أنثى التنريق الضئيلة اكتشاف قوتها الخارقة الخاصة. 29 00:02:34,154 --> 00:02:38,158 "الغابة المطيرة" 30 00:02:49,545 --> 00:02:51,797 إنه وقت صعب لبدء الرحلة بمفردها. 31 00:02:57,302 --> 00:02:58,762 إذ تأخرت الأمطار هذا العام. 32 00:03:06,687 --> 00:03:08,146 وتعاني الغابة جفافاً. 33 00:03:11,567 --> 00:03:12,985 والطعام نادر. 34 00:03:14,152 --> 00:03:16,697 وكلما طال وقت بحث الحيوانات عنه... 35 00:03:19,199 --> 00:03:22,077 زادت خطورة تعرّضها لهجوم في مساحة مكشوفة. 36 00:03:26,540 --> 00:03:28,834 في حين تتربّص أصلات الشجر بها. 37 00:03:31,962 --> 00:03:34,840 وتطوف حيوانات الفوسا آكلة اللحوم أرض الغابة. 38 00:03:39,428 --> 00:03:41,889 لذا على المخلوقات الصغيرة الابتعاد عن المشكلات... 39 00:03:45,976 --> 00:03:48,312 وبذل قصارى جهدها للتخفّي. 40 00:04:02,367 --> 00:04:07,664 وقد حثّت لعبة الاستغماءة القاتلة هذه نشأة سباق تسلّح تطوّري. 41 00:04:11,585 --> 00:04:13,670 بوسائل تنكر تزداد مكراً على مكر... 42 00:04:14,671 --> 00:04:17,716 لمواجهة التهديدات التي تزداد خطراً على خطر. 43 00:04:24,139 --> 00:04:26,808 هنا صيّادون ذوو بصر حادّ جداً... 44 00:04:30,812 --> 00:04:34,525 لدرجة تمكّنهم من التقاط حتى أشد المخلوقات تموّهاً. 45 00:04:39,655 --> 00:04:41,406 حرباء نمر. 46 00:04:43,450 --> 00:04:46,662 ببصر أشد حدة من بصرنا بـ5 أضعاف... 47 00:04:47,996 --> 00:04:51,166 ومحيط رؤية شبه كامل... 48 00:04:52,960 --> 00:04:54,920 لا يفوته الكثير. 49 00:05:05,472 --> 00:05:07,349 ما تبدو كورقة شجر ميتة... 50 00:05:11,186 --> 00:05:13,814 هي في الواقع سرعوف شبح. 51 00:05:23,323 --> 00:05:26,285 بصر الحرباء معتاد التقاط الحركة. 52 00:05:32,708 --> 00:05:36,628 إذا بقي السرعوف ثابتاً، فقد ينجو. 53 00:05:42,759 --> 00:05:44,553 لكن عليه الأكل هو الآخر. 54 00:06:01,612 --> 00:06:03,405 يميّز الحرباء هدفه... 55 00:06:06,200 --> 00:06:09,119 ثم يطلق سلاحه القاتل. 56 00:06:13,916 --> 00:06:17,753 بسرعة خارقة في 1 على 20 من الثانية. 57 00:06:28,555 --> 00:06:32,267 لا تُوجد حشرات كثيرة بمأمن من النمر المستتر. 58 00:06:39,358 --> 00:06:42,653 ولا سحالي كثيرة بمأمن من أنثى الضغام هذه... 59 00:06:46,406 --> 00:06:49,326 لا سيما أنها تصطاد من أجل 2. 60 00:07:04,758 --> 00:07:06,927 أشواك التنريق تصعّب على فرخها أن يأكله. 61 00:07:10,514 --> 00:07:14,434 لكن الفرخ سيتلذذ بأكل البرص ورقي الذيل. 62 00:07:18,105 --> 00:07:19,648 إن استطاعت الإمساك به. 63 00:07:23,610 --> 00:07:28,407 هذا السحلية الصغير الماهر من أبرع المخلوقات في الهروب. 64 00:07:31,827 --> 00:07:35,998 باختيار الفرع الملائم تماماً للتموّه بلونه... 65 00:07:38,959 --> 00:07:41,044 وملمس بشرته... 66 00:07:44,548 --> 00:07:47,259 يستتر بالكامل. 67 00:07:58,770 --> 00:08:00,772 تخفي غابات "مدغشقر" 68 00:08:00,856 --> 00:08:04,193 بعض أشد مخلوقات الكوكب غموضاً وروعة. 69 00:08:08,530 --> 00:08:11,950 لكن صعوبة إيجادك قد تصعّب... 70 00:08:12,951 --> 00:08:15,370 على كل منها إيجاد الآخر. 71 00:08:20,042 --> 00:08:22,127 بحجم لا يتعدّى دبوس الورق، 72 00:08:22,211 --> 00:08:25,839 هذه من أصغر أنواع الحرباء في العالم. 73 00:08:27,174 --> 00:08:29,343 ذكر حرباء ورقي. 74 00:08:30,844 --> 00:08:32,804 في مهمة بحث عن شريكة تزاوج. 75 00:08:41,480 --> 00:08:43,357 في ظل الأخطار المحيطة به، 76 00:08:44,107 --> 00:08:45,943 يتريث... 77 00:08:49,530 --> 00:08:53,992 ويثبت بين كل خطوة وأخرى ليتحرك خلسة. 78 00:08:59,790 --> 00:09:06,380 من الصعب التقاط هذه الحرابي، لذا يحتاج الذكور إلى قوة خارقة لإيجاد أنثى. 79 00:09:10,342 --> 00:09:12,803 يمكنه رؤية أشياء لا يراها الآخرون. 80 00:09:17,933 --> 00:09:20,352 مثل التوهج المشعّ للأنثى. 81 00:09:26,233 --> 00:09:29,236 إذ يعكس جسمها الأشعة فوق البنفسجية... 82 00:09:32,573 --> 00:09:34,575 ولا يرى ذلك إلا عيناه. 83 00:09:40,414 --> 00:09:42,749 العثور على أنثى أمر صعب كفاية. 84 00:09:45,878 --> 00:09:47,171 أما اللحاق بها... 85 00:09:49,631 --> 00:09:51,758 فسيكون تحدياً أكبر. 86 00:10:00,767 --> 00:10:03,103 بلا أي وسيلة تموّه مبهرة خاصة بها... 87 00:10:04,479 --> 00:10:06,190 على أنثى التنريق الاختباء تحت الأرض. 88 00:10:14,323 --> 00:10:18,577 يوفّر جحرها الصغير مكمناً آمناً حتى تأتي الأمطار. 89 00:10:21,914 --> 00:10:24,041 وببعض التوضيب المنزلي... 90 00:10:24,917 --> 00:10:26,919 قد يتّسع لأسرة كاملة. 91 00:10:45,229 --> 00:10:48,732 أما الدودات الألفية المدغشقرية لا تتعب نفسها بالاختباء إطلاقاً. 92 00:10:50,817 --> 00:10:54,446 فهي مليئة بالسمّ حتى يخشى معظم المفترسات لمسها. 93 00:10:56,323 --> 00:10:58,492 لذا لها مطلق الحرية للتجوّل بأنحاء الغابة المطيرة. 94 00:11:03,413 --> 00:11:04,748 معظم الوقت. 95 00:11:09,545 --> 00:11:12,798 سمّ الدودة الألفية لن يؤذي ليموراً بهذا الحجم. 96 00:11:14,174 --> 00:11:16,677 لكنه طارد الحشرات المثالي 97 00:11:16,760 --> 00:11:19,388 للتخلص من الطفيليات التي تعيش بفرائه. 98 00:11:29,398 --> 00:11:33,610 اكتشفت الليمورات أيضاً أثراً جانبياً شديد الغرابة. 99 00:11:40,033 --> 00:11:41,243 بقضمة صغيرة... 100 00:11:43,453 --> 00:11:45,163 يُفرز مزيد من السمّ. 101 00:11:47,791 --> 00:11:49,543 وبجرعات صغيرة... 102 00:11:50,210 --> 00:11:52,379 يبدو أنه دواء نفسيّ المفعول. 103 00:11:59,970 --> 00:12:02,723 يُطلق سراح الدودات الألفية بلا أضرار تُذكر. 104 00:12:04,391 --> 00:12:07,352 لكن في أعالي الأشجار، الليمورات... 105 00:12:08,061 --> 00:12:09,771 لن تهبط إلا بعد حين. 106 00:12:38,884 --> 00:12:40,594 تحت ستار الظلام... 107 00:12:41,470 --> 00:12:45,265 تخرج أنثى التنريق لاصطياد الدود. 108 00:12:47,768 --> 00:12:49,811 تأكل نحو 50 في الليلة. 109 00:12:54,024 --> 00:12:58,362 نظرها ضعيف جداً، لذا تعتمد على أنفها الحساس لإيجاده. 110 00:13:03,951 --> 00:13:07,412 لكن أصلة الشجر لها حاسة شم أعلى تطوراً. 111 00:13:17,965 --> 00:13:22,177 إذ تحدد مواقع ضحاياها بتذوّق الهواء بلسانها المتشعب. 112 00:13:37,067 --> 00:13:41,572 وفور اقترابها منها، تتحوّل إلى نظام التقاط الحرارة. 113 00:13:43,490 --> 00:13:48,203 إذ تستطيع الوهدات مستشعرة الحرارة حول فمها التقاط المخلوقات دافئة الدماء. 114 00:14:10,392 --> 00:14:13,312 لكن حتى أخطر المفترسات يفشل أحياناً. 115 00:14:16,523 --> 00:14:19,318 ربما ستلقى نجاحاً أكبر بالأعلى. 116 00:14:28,869 --> 00:14:31,663 لكن حظ أنثى التنريق لا يفارقها. 117 00:14:36,710 --> 00:14:37,920 ذكر. 118 00:14:42,007 --> 00:14:45,802 بسنّ شهرين فقط، تكون التناريق جاهزة لملاقة شريك تزاوج. 119 00:14:52,518 --> 00:14:55,187 هذه الليمور الفأرية أنجبت صغاراً بالفعل. 120 00:14:58,232 --> 00:15:00,400 تُعتبر من أصغر الثدييات العليا في العالم، 121 00:15:00,484 --> 00:15:04,279 وتحفظهن في أصغر ثقوب الشجر. 122 00:15:10,786 --> 00:15:12,913 تعتمد الصغار على أمها في كل شيء. 123 00:15:13,539 --> 00:15:15,958 لذا تحتاج الأم إلى كل ما تُؤتى من قوة. 124 00:15:18,502 --> 00:15:20,546 وتعلم ما هو مطلوب بالتحديد. 125 00:15:24,007 --> 00:15:29,221 عليها التسلق قليلاً، لكن الليمور الفأرية يمكنها قطع 8 أضعاف طولها قفزاً. 126 00:15:42,067 --> 00:15:43,569 وبعينيها الهائلتين... 127 00:15:44,278 --> 00:15:46,113 يمكنها شقّ طريقها في الظلام. 128 00:15:51,577 --> 00:15:53,579 لكن أشد رؤية ليلية إبهاراً 129 00:15:53,662 --> 00:15:56,874 من نصيب مخلوق يفترس على أرض الغابة. 130 00:16:03,172 --> 00:16:08,635 للعناكب مخيفة المظهر أعين أعلى حساسية منا بألفي ضعف. 131 00:16:13,098 --> 00:16:15,434 وهي أكبر أعين لدى أي عنكبوت. 132 00:16:21,899 --> 00:16:24,234 وهي تصنع شبكة لا نسج عنكبوت. 133 00:16:29,448 --> 00:16:30,574 ثم تنتظر. 134 00:16:49,218 --> 00:16:51,970 والآن تلعب غريزتها العنكبوتية دوراً. 135 00:16:56,266 --> 00:16:57,392 كل ليلة، 136 00:16:57,476 --> 00:17:01,772 تتكوّن بطانة مميزة داخل عينيها لكي ترى في الظلام. 137 00:17:19,414 --> 00:17:24,877 الأعين الموجّهة إلى الأمام مفيدة في الصيد، لكن رؤيتها المحيطية رديئة. 138 00:17:31,677 --> 00:17:37,307 بالليل، يخرج البرص ورقي الذيل الشيطاني من مكمنه لصيد الحشرات... 139 00:17:45,440 --> 00:17:46,608 والعناكب. 140 00:17:56,285 --> 00:18:00,247 بالأعلى، وجدت الليمور الفأرية ما تبحث عنه. 141 00:18:10,048 --> 00:18:11,592 حشرات زهور. 142 00:18:19,349 --> 00:18:23,604 تحاكي هذه المخلوقات الصغيرة العجيبة بتلات الزهور لخداع المفترسات. 143 00:18:37,159 --> 00:18:38,994 لكنها لا تريد أكلها. 144 00:18:41,330 --> 00:18:45,959 بينما تتغذى على عصارة الشجر، تفرز الحشرات نقاط سكر صغيرة. 145 00:18:55,719 --> 00:18:58,472 وجبة عالية السعرات الحرارية للأم المنشغلة. 146 00:19:02,059 --> 00:19:04,811 لكن ليس كل من بالخارج الليلة بهذه الحلاوة. 147 00:19:30,879 --> 00:19:34,675 مفترس ليلي أكبر وأشرس. 148 00:19:41,974 --> 00:19:43,183 الآيآي. 149 00:19:46,645 --> 00:19:51,191 هذه الليمور الغريبة هي وحش "فرانكنشتاين" الناتج عن التطور. 150 00:19:52,442 --> 00:19:53,652 أذناها كأذني الوطواط. 151 00:19:54,611 --> 00:19:56,613 وأسنانها كأسنان الجرذ. 152 00:20:00,242 --> 00:20:01,785 وإصبعها كإصبع الساحرة الشريرة. 153 00:20:05,372 --> 00:20:08,750 تنقر بها استماعاً إلى الصوت الأجوف لثقوب الشجر. 154 00:20:16,258 --> 00:20:18,427 لا تصطاد ليمورات فأرية. 155 00:20:20,387 --> 00:20:23,140 بل تبحث عن شيء أصغر وأصغر. 156 00:20:25,309 --> 00:20:26,518 يرقات. 157 00:20:29,646 --> 00:20:33,317 وإصبعها العوجاء هي أيضاً أداة مثالية لاستخراجها. 158 00:20:40,407 --> 00:20:43,202 في هذه الغابة المطيرة، يفيدك العثور على وسيلة صيدك المناسبة... 159 00:20:44,286 --> 00:20:46,205 مهما كانت غريبة. 160 00:21:08,477 --> 00:21:10,479 يعود ضوء النهار ويكشف... 161 00:21:11,396 --> 00:21:12,606 عشاً فارغاً. 162 00:21:19,488 --> 00:21:22,407 لكن الضغام لن تستلم الآن بعد كل ما بذلته. 163 00:21:41,385 --> 00:21:45,305 قريباً من العش، ما زال فرخها حياً. 164 00:21:50,686 --> 00:21:55,524 أحياناً تغادر الفراخ المعرّضة للتهديد أعشاشها قبل اكتمال نمو ريشها. 165 00:22:04,867 --> 00:22:09,580 ستواصل الأم إطعامه بضعة أيام أخرى حتى يصير مستقلاً تماماً. 166 00:22:28,307 --> 00:22:29,308 أخيراً... 167 00:22:32,311 --> 00:22:33,937 حلّ موسم المطر. 168 00:22:57,878 --> 00:23:00,589 تبدّل المياه ملامح الغابة المطيرة. 169 00:23:07,054 --> 00:23:08,555 إذ تؤدي إلى ظهور حياة جديدة. 170 00:23:16,939 --> 00:23:18,357 وطعام جديد. 171 00:23:24,571 --> 00:23:29,660 مع اخضرار أوراق الشجر، تدعو الحاجة إلى وسيلة تموّه جديدة. 172 00:23:36,625 --> 00:23:39,795 لكن بعض الأشياء لا يتغير أبداً في الغابة المطيرة. 173 00:23:43,924 --> 00:23:50,264 من نجوا حتى الآن يواجهون تحدياً أكبر وأكبر. 174 00:23:52,182 --> 00:23:57,855 حين تعود الأمطار، تندلع معركة التناسل على كل المستويات. 175 00:24:07,114 --> 00:24:10,242 يتصارع ذكور السوسات الزرافية لنيل رضا الإناث 176 00:24:10,742 --> 00:24:14,621 باستخدام أعناقها شديدة الطول لخوض مسابقات تبارز. 177 00:24:23,046 --> 00:24:25,799 ونادراً ما تسفر هذه الصراعات الضئيلة عن إصابات. 178 00:24:28,552 --> 00:24:33,724 لكن الأمور أشد وحشية عندما يتصادم ذكور حرابي النمر. 179 00:24:43,066 --> 00:24:44,776 إذ تتخذ ألواناً برّاقة. 180 00:24:46,737 --> 00:24:48,238 ليس من أجل التموّه. 181 00:24:50,490 --> 00:24:51,992 بل إعلان الحرب. 182 00:24:54,786 --> 00:24:58,415 ومعاركها لبسط النفوذ عنصر ضروري للفوز بشركاء التزاوج. 183 00:25:29,363 --> 00:25:31,823 يعلن المنتصر هذه الشجرة ملكاً له. 184 00:25:33,534 --> 00:25:35,369 وعلى الخاسر البحث في مكان آخر. 185 00:25:39,456 --> 00:25:41,500 لكن الفوز بالصراع إن هو إلا بداية. 186 00:25:43,418 --> 00:25:46,129 فالعثور على شريكة تزاوج قد يكون أصعب وأصعب. 187 00:25:56,056 --> 00:25:58,392 الحرباء الورقي الصغير يحرز تقدماً. 188 00:26:02,646 --> 00:26:03,981 قريب جداً... 189 00:26:04,773 --> 00:26:06,233 لكنه بعيد جداً. 190 00:26:10,737 --> 00:26:11,905 الضغام. 191 00:26:13,782 --> 00:26:16,201 عليه توخي الحذر أكثر من أي وقت مضى. 192 00:26:27,713 --> 00:26:29,131 ليس ما يلفت الانتباه هنا. 193 00:26:32,301 --> 00:26:36,180 مجرد حرباوين متخفيين يلتقيان تحت غطاء الأوراق. 194 00:26:40,851 --> 00:26:44,521 بعد إيجاد شركاء التزاوج، حان الوقت لولادة الجيل التالي. 195 00:26:48,901 --> 00:26:53,280 تبذل أنثى السوس الزرافي مجهوداً كبيراً لمنح بيضها أفضل فرصة للبقاء. 196 00:26:56,700 --> 00:26:58,160 يحرس الذكر الأنثى... 197 00:26:59,119 --> 00:27:02,289 بينما تضع بيضة واحدة في ثنية ورقة شجر. 198 00:27:09,838 --> 00:27:12,633 ثم تستعمل عنقها. 199 00:27:17,429 --> 00:27:20,182 في مثال على القوة الجبارة، 200 00:27:20,265 --> 00:27:25,354 تلفّ هذه الأم الخارقة مهداً مموّهاً يكبرها بـ10 أضعاف. 201 00:27:32,986 --> 00:27:34,196 وتخفيه... 202 00:27:37,282 --> 00:27:38,867 أمام كل الأعين. 203 00:27:48,710 --> 00:27:50,838 أما أنثى التنريق الصغيرة فأكثر انشغالاً. 204 00:27:56,009 --> 00:28:00,639 بعد 4 أشهر فقط من مغادرة أمها، يمتلئ جحرها. 205 00:28:04,852 --> 00:28:06,854 بـ3 إخوة صغار. 206 00:28:08,438 --> 00:28:10,858 قد لا تبدو التناريق محبّة للتعانق... 207 00:28:12,818 --> 00:28:14,736 لكن طوال أول أسبوعين، 208 00:28:14,820 --> 00:28:18,782 تحب هذه المخلوقات الصغيرة الشائكة التعانق اللصيق من أجل الدفء. 209 00:28:34,464 --> 00:28:38,552 وعليها أيضاً البقاء معاً مع بدئها استكشاف الغابة. 210 00:28:41,388 --> 00:28:46,977 تحظى الأم الآن بالخبرة اللازمة لحماية أسرتها في عالم خطير كهذا. 211 00:28:50,856 --> 00:28:52,274 لكن هناك دائماً واحداً... 212 00:28:53,317 --> 00:28:54,818 يبعد أكثر من اللازم. 213 00:29:16,548 --> 00:29:19,009 يعلم الصغير بالغريزة أن عليه الاختباء. 214 00:29:24,806 --> 00:29:29,770 لكن على الأم استعادة طفلها بطريقة ما دون إنذار الفوسا. 215 00:29:42,449 --> 00:29:45,452 بحكّ عمودين فقريّين مميزين على ظهرها، 216 00:29:45,536 --> 00:29:48,121 تبعث إشارة توجيهية. 217 00:29:55,879 --> 00:29:58,924 يسافر هذا الصوت عالي التردد عبر الشجيرات. 218 00:30:00,884 --> 00:30:02,469 لإرشاد صغيرها الضال... 219 00:30:03,136 --> 00:30:04,346 نحو الأمان. 220 00:30:10,435 --> 00:30:16,149 اتضح أن لأنثى التنريق الضئيلة قوة خارقة في نهاية المطاف. 221 00:30:31,039 --> 00:30:34,710 تطوّرت حيوانات "مدغشقر" بطرق غريبة. 222 00:30:36,920 --> 00:30:38,130 للنجاة... 223 00:30:39,464 --> 00:30:41,383 في هذا العالم الغريب. 224 00:30:52,895 --> 00:30:56,356 لكن هناك تهديداً تقف عاجزة أمامه. 225 00:31:06,408 --> 00:31:10,913 أدّت إزالة الغابات إلى تحويل غابة "مدغشقر" المطيرة الشاسعة سابقاً... 226 00:31:12,456 --> 00:31:15,250 إلى عالم متضائل ومفتّت باستمرار. 227 00:31:18,337 --> 00:31:20,214 اختفى 80 بالمئة بالفعل. 228 00:31:25,636 --> 00:31:26,970 لكن شيئاً فشيئاً... 229 00:31:30,974 --> 00:31:33,435 يمكننا عكس آثار الدمار... 230 00:31:39,149 --> 00:31:43,904 وبدء إعادة بناء هذا العالم الضائع. 231 00:32:35,038 --> 00:32:37,040 ترجمة "عنان خضر"